في ذكرى اختطافه على أيدي السلطة الفلسطينية
بيان جماهيري هام صادر عن حملة التضامن مع القائد أحمد سعدات
لن ننسى ولن نغفر
تمر اليوم الذكرى السنوية التاسعة على الجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطة الفلسطينية في رام الله يوم 15 يناير / كانون ثاني باختطاف القائد الوطني الفلسطيني الرفيق أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على يد جهاز المخابرات الذي ترأسه المدعو توفيق الطيراوي حيث قامت باختطاف القائد سعدات ورفاقه واعتقالهم في مقر المقاطعة، رضوخاً واستسلاماً أمام الشروط الصهيونية والأمريكية، وفي سياق تعزيز التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني. إن هذه السياسة العقيمة والمستمرة لم تجلب لأصحابها سوى العار والهوان والذل الأبدي .
إننا في حملة التضامن مع القائد سعدات نجدد مطالبتنا بمحاسبة وعقاب من ارتكبوا هذه الجريمة البشعة، ونؤكد رفضنا لهذا الاستهداف المنظم لقادة وكوادر المقاومة ونرفض سياسة تبادل الأدوار المكشوفة بحق الوطن والشعب والمقاومة. كما نجدد قناعتنا الراسخة بأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم أو تذهب في غياهب النسيان، بل سنستمر في الدعوة لمحاسبة كل الذين أساءوا للشعب وللمقاومة ونطالب كل القوى الوطنية والإسلامية بتعريتهم وعزلهم .
إن حملة التضامن مع الرفيق القائد أحمد سعدات تؤكد اليوم على رفضها لسياسة التنسيق الأمني مع العدو ونحذر السلطة الفلسطينية من هذا التمادي والغوص في الوحل الإسرائيلي كما نحذرها من الغضب الشعبي الفلسطيني الرافض لهذه الخطيئة اليومية التي تستهدف مقاومته المشروعة . إن هذه السياسة التي تجري تحت اسم ” حماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني ” تارة ” والالتزام بالاتفاقيات الموقعة ” تارة أخرى، هي في الواقع عذراً أقبح من ذنب وغوصاً في المزيد من العار، فيما يريدها العدو سيفاً مسلطاً على رقاب أهلنا في الضفة المحتلة وهو يطارد مناضلينا ويحرض على اعتقال المئات من رجال ونساء وشباب المقاومة الفلسطينية ، فضلا عن اعتقال وخطف الأكاديميين والطلبة والعمال وأعضاء في المجلس التشريعي، وما المعتقلين الفلسطينيين الخمسة الذين أضربوا عن الطعام لأكثر من 45 يوماً في سجن أريحا في نهاية العام الماضي و ” إطلاق سراحهم ” إلا تكراراً للمشهد ذاته ، فاعتقلهم العدو وارتكب جريمة قتل واغتيال راح ضحيتها الشهيد المسن عمر القواسمي ابن مدينة الخليل المحتلة.
إن هذا الاعتقال التعسفي والقهري الذي استهدف القائد سعدات في القاطعة ولاحقاً في سجن أريحا المركزي إنما جاء كله في إطار سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعليه فإننا نرفض منطق السلطة العاجزة وهي تقوم بتحميل الجبهة الشعبية وقوى المقاومة مسؤولية ” الفشل في حماية مناضليها ” هذه اللازمة المشروخة التي ترددها أبواق سلطة أوسلو في محاولة يائسة لتبرير جريمتها، لكن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يعرف ويرى كيف تجري سياسة تبادل الأدوار بين الاحتلال ورجال أمن السلطة في رام الله برعاية أمريكية، وإن منطق السلطة لن ينطلي على شعبنا وأمتنا.
إن تبريرات قادة الأجهزة الأمنية بأن التنسيق الأمني مع الاحتلال هدفه ” تسيير الحياة الإنسانية في الضفة المحتلة” ما هو إلا أكذوبة يتجرعها شعبنا الفلسطيني يومياً من أفراد تربوا وتغذوا وتكرشوا على التعاون مع الاحتلال. ذلك أن مهام الأجهزة الأمنية كما يقول القائد سعدات هي توفير الحماية للمواطن الفلسطيني وصون ممتلكاته والتصدي للمستوطنين وأن تكون نصيراً للمقاومة والشعب لا أن تتحول إلى عبء على كاهل الإنسان الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والفقر والحصار .
يا جماهير شعبنا الفلسطيني
إن التضامن مع القائد سعدات ورفاقه يعني التضامن مع الحركة الوطنية الأسيرة والوفاء لجميع الأسرى والأسيرات في سجون العدو، وهو يعني أيضاً العمل الدءوب لوقف الاعتقال السياسي والمشاركة في توجيه رسالة لأولئك العابثين بقضية وحقوق شعبنا وإلى الذين يطاردون المقاومة وينفذون تعليمات جنرالات الإدارة الأمريكية، والذين حوّلوا أكاديمياتهم الأمنية لمراكز وأوكاراً للتنسيق الأمني مع العدو، وللهبوط السياسي والأخلاقي، أن يوقفوا هذا العبث، وإننا لن نقبل أن تمتهن كرامة المواطن الفلسطيني خاصة على يد فلسطيني آخر صار أداة رخيصة للاحتلال وتستخدم لتنفيذ سياسة ” كيّ ” الوعي الشعبي المقاوم وكسر إرادة شعبنا وتشويه صورة نضاله التحرري واختزال وتقزيم قضيته الإنسانية الكبرى والعادلة.
إننا ندعو جماهير شعبنا للمشاركة في أوسع حملة شعبية للتضامن مع الأسرى والأسيرات في سجون العدو وعلى رأسهم الرفيق القائد أحمد سعدات، الذي يتعرض إلى عملية استهداف واضحة ومبرمجة، خاصة وأنه يعاني من آلام حادة في الظهر والرقبة ، فيما يستمر الاحتلال بمواصلة عزله بعيدا عن رفاقه وإخوانه الأسرى ويمنعه من أبسط حقوقه الطبيعية والإنسانية بما في ذلك زيارة الأهل.
الحرية للأسرى والعار للصهاينة الأنذال وأعوانهم
حملة التضامن مع الأمين العام للجبهة الشعبية
الرفيق أحمد سعدات
15/1/2011